وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة المدثر
(وثيابك فطهر) [٤] قيل: إن المراد بالثياب: النفس، كما قال عنترة: ١٣٣٣- فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم ١٣٣٤- وتركته جزر السباع ينشنه ما بين قلة رأسه والمعصم. وقال ابن عباس: معناه لا تلبسها على غدر ولا إثم. واستشهد بقول غيلان الثقفي:
١٣٣٥- فإني بحمد الله لا ثوب غادر لبست ولا من جزاية أتقطع. وهذا القول أظهر فائدة، وأكثر نظيراً. وقال امرؤ القيس: ١٣٣٦- ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم بيض المسافر غران/ أي: طهارى من العار والغدر. وقال أبو الأسود الدؤلي: ١٣٣٧- أطهر أثوابي عن الغدر والخنا وأنحو الذي قد كان خيراً وأعوداً ١٣٣٨- ألم تر أني والتكرم عادتي وما المرء إلا لازم ما تعودا.
وعلى ضده -وهو في معناه- قول جرير: ١٣٣٩- وقد لبست بعد الزبير مجاشع ثياب التي حاضت ولم تغسل [الدما]. وأنشد ابن السكيت وثعلب: ١٣٤٠-...... وبالبشر قتلى لم تطهر ثيابها. وأنشدا [لـ]ـلفرزدق: ١٣٤١- بني عاصم لا تلجئوها فإنكم ملاجئ للسوءات دسم العمائم ١٣٤٢- [بني] عاصم لو كان حياً أبوكم للام بينه اليوم قيس بن عاصم
وفسراه بأنه لم يطلب ثأرهم: وقريب منه قول أوس: ١٣٤٣- نبئت أن دماً حراماً نلته وهريق في برد عليك محبر ١٣٤٤- نبئت أن بني جذيمة أدخلوا أبياتهم تامور نفس المنذر. وقول الهذلي: ١٣٤٥- تبرأ من دم القتيل وبزه وقد علقت دم القتيل إزارها
(والرجز فاهجر) [٥] قال مجاهد: الرجز بالكسر العذاب، وبالضم الأوثان. (ولا تمنن تستكثر) [٦] لا تعط شيئاً، لتصيب أكثر منه. وقال الحسن: معناه لا تمنن لعملك تستكثر على ربك. وقال مجاهد: لا تمنن: لا تنقص من الخير تستكثر الثواب. أي: يكثر ثوابك. (فإذا نقر في الناقور) [٨] الناقور: أول النفختين، فاعول من النقر.