ويجوز أن يكون شبه الصحيفة بالميت كأنها ميتة بطيها، فإذا نشرت حييت، فجاء على أنشر الله الميت كما شبه إحياء الميت بنشر الثوب، فقيل فيه نشر الله الميت، فهي لغة فيه.
قوله تعالى :﴿ كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾
أي حقًّا إن القرآن عظة.
﴿ فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ ﴾ أي اتعظ به.
﴿ وَمَا يَذْكُرُونَ ﴾ أي وما يتعظون ﴿ إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله ﴾ أي ليس يقدرون على الاتعاظ والتذكر إلا بمشيئة الله ذلك لهم.
وقراءة العامة "يَذْكُرُونَ" بالياء واختاره أبو عبيد ؛ لقوله تعالى :﴿ كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ الآخرة ﴾ [ المدثر : ٥٣ ].
وقرأ نافع ويعقوب بالتاء، واختاره أبو حاتم، لأنه أعمّ واتفقوا على تخفيفها.
﴿ هُوَ أَهْلُ التقوى وَأَهْلُ المغفرة ﴾ في الترمذيّ وسنن ابن ماجه عن أنس بن مالك.
عن رسول الله ﷺ أنه قال في هذه الآية :﴿ هُوَ أَهْلُ التقوى وَأَهْلُ المغفرة ﴾ قال :" قال الله تبارك وتعالى أنا أهل أن أُتَّقي فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهلٌ أن أغفر له " لفظ الترمذي، وقال فيه : حديث حسن غريب.
وفي بعض التفسير : هو أهل المغفرة لمن تاب إليه من الذنوب الكبار، وأهل المغفرة أيضاً للذنوب الصغار، باجتناب الذنوب الكبار.
وقال محمد بن نصر : أنا أهلٌ أن يتقيني عبدي، فإن لم يفعل كنت أهلاً أن أغفر له وأرحمه، وأنا الغفور الرحيم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾