وقال أبو السعود :
والفاء في قولِه تعالَى :﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ ﴾
لترتيبِ إنكارِ إعراضِهم عنِ القرآنِ بغير سببٍ على ما قبلَها من موجباتِ الإقبالِ عليهِ والاتعاظِ به من سوءِ حالِ المكذبينَ ومعرضينَ حالٌ من الضميرِ في الجارِّ الواقعِ خبراً لمَا الاستفهاميةِ وعنْ متعلقةٌ بهِ أيْ فإذَا كانَ حالُ المكذبينَ به على ما ذكرَ فأيُّ شيءٍ حصلَ لهم معرضينَ عن القرآنِ مع تعاضدِ موجباتِ الإقبالِ عليهِ وتآخذِ الدواعِي إلى الإيمانِ بهِ وقولُه تعالَى.
﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴾ حالٌ من المستكنِّ في معرضينَ بطريقِ التداخلِ أي مشبهينَ بحمرٍ نافرةٍ.


الصفحة التالية
Icon