نذيراً تمييز من إحدى على معنى أنها لإحدى الدواهي إنذاراً كما تقول هي إحدى النساء عفافاً، وقيل : هو حال، وفي قراءة أبي نذير بالرفع خبر أو بحذف المبتدأ.
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧)
وفيه مسألتان :
المسألة الأولى :
في تفسير الآية وجهان الأول : أن ﴿يَتَقَدَّمَ﴾ في موضع الرفع بالابتداء ولمن شاء خبر مقدم عليه كقولك : لمن توضأ أن يصلي، ومعناه التقدم والتأخر مطلقان لمن شاءهما منكم، والمراد بالتقدم والتأخر السبق إلى الخير والتخلف عنه، وهو في معنى قوله :﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ [ الكهف : ٢٩ ] الثاني : لمن شاء بدل من قوله للبشر، والتقدير : إنها نذير لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر، نظيره ﴿وَللَّهِ عَلَى الناس حِجُّ البيت مَنِ استطاع﴾ [ آل عمران : ٩٧ ].
المسألة الثانية :
المعتزلة احتجوا بهذه الآية على كون العبد متمكناً من الفعل غير مجبور عليه وجوابه : أن هذه الآية دلت على أن فعل العبد معلق على مشيئته، لكن مشيئة العبد معلقة على مشيئة الله تعالى لقوله :﴿وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله﴾ [ الإنسان : ٣٠ ] وحينئذ تصير هذه الآية حجة لنا عليهم، وذكر الأصحاب عن وجه الاستدلال بهذه الآية جوابين آخرين الأول : أن معنى إضافة المشيئة إلى المخاطبين التهديد، كقوله :﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ [ الكهف : ٢٩ ] الثاني : أن هذه المشيئة لله تعالى على معنى لمن شاء الله منكم أن يتقدم أو يتأخر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣٠ صـ ١٧٩ ـ ١٨٥﴾