وكان حقها أن تبنى على السكون، لكن فتحت النون لالتقاء الساكنين الألف وهي وقرأ أبو عمرو والحسن ومجاهد وقتادة والجحدري وعاصم والأعمش وأبو جعفر وشيبة " بِرق البصر " بكسر الراء بمعنى شخص وشق وحار. وقرأ نافع وعاصم بخلاف، وعبد الله بن أبي إسحاق وزيد بن ثابت ونصر بن عاصم " بَرق " بفتح الراء، بمعنى لمع وصار له بريق وحار عند الموت، والمعنى متقارب في القراءتين، وقال أبو عبيدة " برَق " بالفتح شق، وقال مجاهد هذا عند الموت، وقال الحسن هذا في يوم القيامة، وقرأ جمهور الناس :" وخسف القمرُ " على أنه فاعل، وقرأ أبو حيوة " خُسِف " بضم الخاء وكسر السين و" القمرُ " مفعول لما يسم فاعله. يقال خسف القمر وخسفه الله، وكذلك الشمس، وقال أبو عبيدة وجماعة من اللغويين الخسوف والكسوف بمعنى واحد، قال ابن أبي أويس : الكسوف ذهاب بعض الضوء، والخسوف ذهاب جميعه، وروي عن عروة وسفيان أن رسول الله ﷺ قال :" لا تقولوا كسفت الشمس ولكن قولوا خسفت " وقوله تعالى :﴿ وجمع الشمس والقمر ﴾ غلب عليه التذكير على التأنيث وقيل ذلك لأن تأنيث الشمس غير حقيقي، وقيل المراد بين الشمس والقمر، وكذلك قرأ ابن أبي عبلة. واختلف المتأولون في معنى الجمع بينهما فقال عطاء بن يسار : يجمعان فيقذفان في النار، وقيل في البحر، فتصير نار الله العظمى، وقيل يجمع الضواءن فيذهب بهما، وقرأ جمهور الناس " أين المَفر " بفتح الميم والفاء على المصدر أي أين الفرار، وقرأ ابن عباس والحسن وعكرمة وأيوب السخيتاني وكلثوم بن عياض ومجاهد ويحيى بن يعمر وحماد بن سلمة وأبو رجاء وعيسى وابن أبي إسحاق، " أين المَفِر " بفتح الميم وكسر الفاء عل معنى أين موضع الفرار، وقرأ الزهري :" أين المِفَر " بكسر الميم وفتح الفاء بمعنى أين الجيد من الفرار، و﴿ كلا ﴾ زجر يقال للإنسان يومئذ ثم يعلن أنه ﴿ لا وزر ﴾ له أي ملجأ، وعبر المفسرون عن الوزر


الصفحة التالية
Icon