بالحبل، قال مطرف بن الشخير وغيره، وهو كان وزر فرار العرب في بلادهم، فلذلك استعمل، والحقيقة أنه الملجأ كان جبلاً أو حصناً أو سلاحاً أو رجلاً أو غيره، وقوله تعالى :﴿ إلى ربك يومئذ المستقر ﴾ معناه إلى حكم ربك أو نحوه من التقدير و﴿ المستقر ﴾ رفع بالابتداء وخبره في المقدر الذي يتعلق به المجرور المتقدم، تقدير الكلام المستقر ثابت أو كائن إلى ربك يومئذ، و﴿ المستقر ﴾ : موضع الاستقرار، وقوله تعالى :﴿ بما قدم وآخر ﴾ قسمة تستوي في كل عمل، أي يعلم بكل ما فعل ويجده محصلاً، قال ابن عباس وابن مسعود المعنى ﴿ بما قدم ﴾ في حياته ﴿ وأخر ﴾ من سنة يعمل بها بعده، وقال ابن عباس أيضاً :﴿ بما قدم ﴾ من المعاصي ﴿ وأخر ﴾ من الطاعات، وقال زيد بن أسلم :﴿ بما قدم ﴾ لنفسه من ماله وبما أخر منه للوارث، وقوله تعالى :﴿ بل الإنسان ﴾ إضراب بمعنى الترك لا على معنى إبطال القول الأول، و﴿ بصيرة ﴾ يحتمل أن يكون خبراً عن الإنسان ولحقته هاء التأنيث كما لحقت علامة ونسابة، والمعنى فيه وفي عقله وفطرته حجة وطليعة وشاهد مبصر على نفسه، والهاء للتأنيث، ويراد ب " البصيرة " جوارحه أو الملائكة الحفظة وهذا تأويل ابن عباس، و" المعاذير " هنا قال الجمهور : هي الأعذار جمع معذرة، وقال السدي والضحاك : هي الستور بلغة اليمن يقولون للستر المعذار، وقال الحسن : المعنى ﴿ بل الإنسان على نفسه ﴾ بلية ومحنة، كأنه ذهب إلى البصيرة التي هي طريقة الدم وداعية طلب الثأر وفي هذا نظر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon