ورأيت رجلاً من أمتي جانباً على ركبتيه بينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله، ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفة من قبل شماله فجاءه خوفه من الله تعالى فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه، ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءته أفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفير جهنم فجاءه وجله من الله فاستنقذه من ذلك ومضى، ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله في الدنيا فاستخرجته من النار، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعده ومضى، ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط، ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة.
قلت : هذا حديث عظيم ذكر فيه أعمالاً خاصة تنجي من أهوال خاصة والله أعلم.
وقد ينجي منها كلها ما ثبت في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال : قال الله عز وجل أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي.
وخرج عن حذيفة عن النبي ﷺ أن رجلاً مات فدخل الجنة، فقيل له ما كنت تعمل ؟ فقال : إني كنت أبايع الناس، فكنت أنظر المعسر وأتجاوز في السكة أو في النقد فغفر له فقال له المسعود رضي الله عنه : وأنا سمعته من رسول الله ﷺ. رواه مسلم من طرق، وخرجه البخاري.
وروى مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده فقال : إني معسر. قال الله فقال الله. قال : فإني سمعت رسول الله ﷺ : من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينس عن معسر أو يضع عنه.