فَتح الراءَ أى: لا تفزع من هول الجراح التي بك، كذلك يبرق البصر يوم القيامة.
ومن قرأ "بَرَق" يقول: فتح عينيه، ويرق بصره أيضا لذلك.
﴿ وَخَسَفَ الْقَمَرُ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَخَسَفَ الْقَمَرُ...﴾.
ذهب ضوءه.
﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ...﴾.
[وفى قراءة عبدالله] وجمع بين الشمس والقمر يريد: فى ذهاب ضوئها أيضا فلا ضوء لهذا ولا لهذه. فمعناه: جمع بينهما فى ذهاب الضوء كما تقول: هذا يوم يستوى فيه الأعمى والبصير أى: يكونان فيه أعميين جميعا. ويقال: جمعا كالثورين العقيرين فى النار. وإنما قال: جُمِع ولم يقل: جمعت لهذا ؛ لأن المعنى: جمع بينهما فهذا وجه، وإن شئت جعلتهما جميعا فى مذهب ثورين. فكأنك قلت: جُمِع النوران، جُمِع الضياءان، وهو قول الكسائى: وقد كان قوم يقولون: إنما ذكرنا فعل الشمس لأنها لا تنفرد بجُمع حتى يشركَها غيرها، فلما شاركها مذكر كان القول فيهما جُمِعا، ولم يجر جمعتا، فقيل لهم: كيف تقولون الشمس [/ا] جُمعَ والقمر؟
فقالوا: جُمِعت، ورجعوا عن ذلك القول.
﴿ يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿أَيْنَ الْمَفَرُّ...﴾.
قرأه الناس المفر بفتح الفاء [حدثنا أبو العباس قال، حدثنا محمد قال] وقال: حدثنا الفراء، قال: وحدثنى يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن رجل عن ابن عباس أنه قرأ: "أين المفِر" وقال: إنما المفَر مفَر الدابة حيث تفر، وهما لغتان: المفِر والمفَر، والمدِبُّ والمدَبُّ. وما كان يفعل فيه مكسورا مثل: يدِب، ويفِر، ويصِح، فالعرب تقول: مَفِر ومفَر، ومصِح ومَصَح، ومَدِب ومَدَب. أنشدنى بعضهم:
كأن بقَايا الأثر فوقَ متونه * مَدب الدَّبى فوق النقا وهو سارِح
ينشدونه: مَدَب، وهو أكثر من مَدِب. ويقال: جاء على مَدَب السيل، ومدِب السيل، وما فى قميصه مَصِح ولا مَصَحٌّ.
﴿ كَلاَّ لاَ وَزَرَ ﴾


الصفحة التالية
Icon