وقوله عز وجل: ﴿كَلاَّ لاَ وَزَرَ...﴾.
والوزر: الملجأ.
﴿ يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ...﴾.
يريد: ما أسلف من عمله، وما أخر من سُنة تركها بعمل بها من بعده، فإن سنّ سنة حسنة كان له مثل من يعمل بها من غير أن يُنتقصوا، وإن كانت سنة سيئة عذب عليها، ولم ينقص من عذاب من عمل بها شيئا.
﴿ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ...﴾.
يقول: على الإنسان من نفسه رقباء يشهدون عليه بعمله: اليدان، والرجلان، والعينان، والذكر، قال الشاعر:
كأنَّ على ذى الظن عيناً بصيرةً * بمقعَدِه أو منظرٍ هو ناظرُه
يُحاذِرُ حتى يحسِبُ الناسَ كلَّهم * من الخوفِ لا تخفى عليهم سرائرُه
﴿ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ...﴾.
جاء فى التفسير: ولو أرخى ستوره، وجاء: وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره.
﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾
وقوله[/ب] عز وجل: ﴿لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ...﴾.
كان جبريل ﷺ إذا نزل بالوحى على محمد ﷺ بالقرآن قرأ بعضه فى نفسه قبل أن يستتمه خوفا أن ينساه، فقيل له ﴿لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ﴾ فى قلبك ﴿وَقُرْآنَهُ﴾ وقراءته، أى: أن جبريل عليه السلام سيعيده عليك.
﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ [فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ]...﴾.
إذا قرأه عليك جبريل عليه السلام "فاتبع قرآنه"، والقراءة والقرآن مصدران، كما تقول: راجحٌ بيَن الرجحان والرجوح. والمعرفة والعرفان، والطواف والطَوفان.
﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ ﴾


الصفحة التالية
Icon