وكان صلّى اللّه عليه وسلم يقول : لكل أمة فرعون، وفرعون هذه الأمة أبو جهل، وأنزل اللّه في حقه "ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ" الآية ٣٩ من سورة الدخان ج ٢ أي يقال له هذا عند إدخاله جهنم بمقابلة قوله ذلك قال تعالى "أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ" أل فيه للجنس فيشمل كافة أفراده إذ لم يرد به إنسان مخصوص بل مطلق إنسان "أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ٣٦" هملا مهملا لا يؤمر ولا ينهى ولا يكلف ولا يحاسب ولا يعذّب، (وكلمة سدّى) لم تكرر في القرآن كلا لا يترك بل لا بد له من ذلك، ثم طفق جل شأنه يذكرهم مبدأ الخلقة، ومن أين هي، وما هي ؟
وعوده إلى جيفة قذرة، يتذكر الإنسان بها حالة طيشه فقال عز قوله "أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ٣٧"