أما ما يتعلق بأصول الدين فهو أنه ما صدق بالدين، ولكنه كذب به، وأما ما يتعلق بفروع الدين، فهو أنه ما صلى ولكنه تولى وأعرض، وأما ما يتعلق بدنياه، فهو أنه ذهب إلى أهله يتمطى، ويتبختر، ويختال في مشيته، واعلم أن الآية دالة على أن الكافر يستحق الذم والعقاب بترك الصلاة كما يستحقهما بترك الإيمان.
المسألة الثانية :
قوله :﴿فَلاَ صَدَّقَ﴾ حكاية عمن ؟ فيه قولان : الأول : أنه كناية عن الإنسان في قوله :﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ﴾ [ القيامة : ٣ ] ألا ترى إلى قوله :﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾ [ القيامة : ٣٦ ] وهو معطوف على قوله :﴿يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة﴾ [ القيامة : ٦ ] والقول الثاني : أن الآية نزلت في أبي جهل.
المسألة الثالثة :
في يتمطى قولان : أحدهما : أن أصله يتمطط أي يتمدد، لأن المتبختر يمد خطاه، فقلبت الطاء فيه ياء، كما قيل : في تقصى أصله تقصص والثاني : من المطا وهو الظهر لأنه يلويه، وفي الحديث :" إذا مشت أمتي المطيطي " أي مشية المتبختر.
المسألة الرابعة :