وقوله تعالى :﴿ أيحسب ﴾ توقيف وتوبيخ، و﴿ سدى ﴾ معناه مهملاً لا يؤمر ولا ينهى، ثم قرر تعالى على أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تؤملت لم ينكر معها جواز البعث من القبور عاقل. وقرأ الجمهور :" ألم يك " بالياء من تحت، وقرأ الحسن :" ألم تك " بالتاء من فوق " و" النطفة " : القطعة من الماء. يقال ذلك للقليل والكثير، و" المني " معروف، وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو عمرو بخلاف وابن محيصن والجحدري وسلام ويعقوب :" يمنى " بالياء، يراد بذلك المني، ويحتمل أن يكون يمنى من قولك أمنى الرجل، ويحتمل أن يكون من قولك منى الله الخلق، فكأنه قال : من مني تخلق، وقرأ جمهور السبعة والناس. " تمنى " بالتاء، يراد بذلك النطفة، و" تمنى " يحتمل الوجهين اللذين ذكرت، و" العلقة " : القطعة من الدم، لأن الدم هو العلق، وقوله تعالى :﴿ فخلق فسوى ﴾ معناه فخلق الله منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة فسواه شخصاً مستقلاً، وفي مصحف ابن مسعود " : يخلق " بالياء فعلاً مستقبلاً، و﴿ الزوجين ﴾ النوعين، ويحتمل أن يريد المزدوجين من البشر، ثم وقف تعالى توقيف التوبيخ وإقامة الحجة بقوله :﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ وقرأ الجمهور بفتح الياء الأخيرة من " يحييَ "، وقرأ طلحة بن مصرف وسليمان والفياض بن غزوان بسكونها، هي تنحذف من اللفظ لسكون اللام من ﴿ الموتى ﴾، ويروى أن رسول الله ﷺ كان إذا قرأ هذه الآية قال :" سبحانك اللهم وبحمدك وبلى "، ويروى أنه كان يقول :" بلى " فقط.
نجز تفسير سورة ﴿ القيامة ﴾ والحمد لله رب العالمين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon