فصل فى معانى السورة كاملة
قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الإنسان
هل : أي قد، حين : أي طائفة محدودة من الزمان، والدهر : الزمان غير المحدود، أمشاج : أي أخلاط واحدها مشج (بفتحتين) ومشيج، نبتليه : أي نختبره، السبيل : الطريق، أي بنصب الدلائل وإنزال الآيات.
أعتدنا : أي هيأنا وأعددنا، والأغلال : واحدها غلّ (بالضم) وهو القيد، والسعير : النار الموقدة، والأبرار : واحدهم برّ. قال فى الصحاح : جمع البر الأبرار، وجمع البارّ البررة، والأبرار هم أهل الطاعة والإخلاص والصدق وقال قتادة : هم الذين يؤدون حق اللّه ويوفون بالنذر، وقيل هم الصادقون فى إيمانهم، المطيعون لربهم، الذين سمت همتهم عن المحقرات، فظهرت فى قلوبهم ينابيع الحكمة، والكأس : هى الإناء الذي فيه الشراب، وقد يطلق الكأس على الخمر نفسها وهو للمراد كما قال أبو نواس :
وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها
وقال عمرو بن كلثوم :
صبنت الكأس عنا أم عمرو وكان الكأس مجراها اليمينا
والمزاج : ما يمزج به كالحزام لما يحزم به، أي يكون شوبها وخلطها بماء الكافور كما قال :
كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء
وجعلت كالكافور لما فيه من البياض وطيب الرائحة والبرودة، بها : أي منها، يفجرونها : أي يجرونها إلى منازلهم وقصورهم حيث شاءوا، يوفون بالنذر : أي يؤدون ما أوجبوه على أنفسهم من الطاعات، شره : أي شدائده، مستطيرا : أي فاشيا منتشرا فى الأقطار من قولهم : استطار الحريق والفجر إذا انتشر، عبوسا :
أي تعبس فيه الوجوه، قمطريرا : أي شديد العبوس، تقول العرب يوم قمطرير وقماطر، وأنشد الفراء :
بنى عمنا هل تذكرون بلاءنا عليكم إذ
وقاهم : أي دفع عنهم، لقّاهم : أي أعطاهم، نضرة :
أي حبورا. قال الحسن ومجاهد : نضرة فى وجوههم، وسرورا فى قلوبهم.
الأرائك : واحدتها أريكة، وهو السرير فى الحجلة (الناموسية) والزمهرير :