وجاءت عن العرب أسماء تحتوي على صفات : أحدها الأريكة لا تكون إلا في حَجَلة على سرير، ومنها السَّجْل، وهو الدّلو الممتليء ماءً، فإذا صَفِرت لم تُسمَّ سَجْلاً، وكذلك الذَّنُوب لا تُسمَّى ذَنُوباً حتى تُملأ، والكأس لا تسمى كأساً حتى تُتْرَع من الخمر.
وكذلك الطَّبَق الذي تُهدَى عليه الهدية مِهْدَى، فإذا كان فارغاً قيل طَبَق أو خِوان ؛ قال ذو الرُّمَّة :
خُدُودٌ جَفَتْ في السَّيْرِ حتَّى كأنَّمَا...
يُبَاشِرْنَ بِالْمَعْزاءِ مَسَّ الأرائِكِ
أي الفرش على السرر.
﴿ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً ﴾ أي لا يرون في الجنة شدة حرٍّ كحرِّ الشمس ﴿ وَلاَ زَمْهَرِيراً ﴾ أي ولا برداً مفرطاً ؛ قال الأعشى :
مُنَعَّمَةٌ طَفْلَةٌ كَالْمَهَا...
ةِ لَمْ تَرَ شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيرَاً
وعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :" اشتكت النارُ إلى ربِّها عزّ وجلّ قالت : يا ربّ أَكَلَ بعضي بعضاً، فجعل لها نَفَسين نَفَساً في الشتاء ونَفَساً في الصّيف، فشدّة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدّة ما تجدون من الحرّ في الصيف من سَمُومها " وعن النبيّ ﷺ أنه قال :" إن هواء الجنة سَجْسَج : لا حرٌّ ولا بردٌ " والسَّجْسَج : الظِّل الممتد كما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس.
وقال مُرَّة الهَمْداني : الزمهرير البرد القاطع.
وقال مقاتل بن حيان : هو شيء مثل رؤوس الإبر ينزل من السماء في غاية البرد.
وقال ابن مسعود : هو لون من العذاب، وهو البرد الشديد، حتى إن أهل النار إذا أُلْقوا فيه سألوا الله أن يعذِّبهم بالنار ألف سنة أهونَ عليهم من عذاب الزمهرير يوماً واحداً.
قال أبو النَّجْم :
أو كُنتُ ريحاً كُنتُ زَمْهَريراً...
وقال ثعلب : الزَّمْهرير : القمر بلغة طيِّيء ؛ قال شاعرهم :
وليلةٍ ظَلاَمُهَا قدِ اعتكر...
قَطَعْتُهَا والزِّمْهَريرُ ما زَهَرْ