وقوله تعالى :﴿ على حبه ﴾ يحتمل أن يعود الضمير على الطعام، أي وهو محبوب للفاقة والحاجة، وهذا قول ابن عباس ومجاهد ويحتمل أن يعود على الله تعالى أي لوجهه وابتغاء مرضاته، قاله أبو سليمان الدراني. والأول أمدح لهم لأن فيه الإيثار على النفس. وعلى الاحتمال الثاني فقد يفعله الأغنياء أكثر، وقال الحسين بن الفضل : الضمير عائد على الإطعام، أي محبين في فعلهم ذلك لا رياء فيه ولا تكلف، و" المسكين " الطواف المتكشف في السؤال، و" اليتيم " الصبي الذي لا أب له من الناس. والذي لا أم له من البهائم وهي صفة قبل البلوغ، وقال النبي ﷺ :" لا يتم بعد حلم " و" الأسير " معروف، فقال قتادة : أراد أسرى الكفار وإن كانوا على غير الإسلام، وقال الحسن : ما كان أسراهم إلا مشركين، لأن كل كبد رطبة ففيها أجر. وقال بعض العلماء : هذا إما نسخ بآية السيف وإما أنه محكم لتحفظ حياة الأسير إلى أن يرى الإمام فيه ما يرى، وقال مجاهد وابن جبير وعطاء : أراد المسجونين من الناس، ولهذا يحض على صدقة السجن، فهذا تشبيه، ومن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا يؤسر أحد في الإسلام بغير العدول. وروى الخدري أن النبي ﷺ فسر الأسير هنا بالمملوك والمسجون، وقال : أراد أسرى المسلمين الذين تركوا في بلاد الحرب رهائن وخرجوا في طلب الفداء، وقال أبو حمزة الثمالي : الأسير هنا المرأة، ودليله قوله ﷺ :" استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوانٍ عندكم "، وقوله تعالى :﴿ إنما نطعمكم لوجه الله ﴾ المعنى يقولون لهم عند الإطعام، وهذا إما أن يكون المطعم يقول ذلك نصاً فحكي ذلك. وإما أن يكون لك مما يقال في الأنفس وبالنية فمدح بذلك، هذا هو تأويل ابن مجاهد وابن جبير، وقرأ أبو عمرو في رواية عباس بجزم الميم من " نطعمْكم "، قال أبو علي أسكن تخفيفاً، و" الشكور " : مصدر الشكر، ووصف اليوم بعبوس هو