أراد: ولا وجد شيخ وقد يكون فى العربية: لا تطيعن منهم من أثم أو كفر. فيكون المعنى فى (أو) قريباً من معنى (الواو). كقولك للرجل: لأعطينك سَألت، أو سكتَّ معناه: لأعطينك على كل حال.
﴿ نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً ﴾
وقوله [/ا] عز وجل: ﴿وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ...﴾.
والأسر ؛ الخَلْق. تقول: لقد أُسِر هذا الرجل أحسنُ الأسر، كقولك: خُلِقَ أحْسَن الخَلْق.
﴿ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿إِنَّ هَاذِهِ تَذْكِرَةٌ...﴾.
يقول: هذه السورة تذكرة وعظة. ﴿فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً...﴾ وِجهة وطريقاً إلى الخير.
﴿ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ...﴾.
جواب لقوله: ﴿فَمَنْ شَاءَ اتّخذَ إلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾.
ثم أخبرهم أن الأمر ليس إليهم، فقال: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ﴾ ذلك السبيل ﴿إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ﴾ لكم، وفى قراءة عبدالله ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ﴾ والمعنى فى (ما) و (أن) متقارب.
﴿ يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ...﴾.
نصبت الظالمين ؛ لأن الواو فى لها تصير كالظرف لأعدّ. ولو كانت رفعاً كان صوابا، كما قال: ﴿والشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ بغير همز، وهى فى قراءة عبدالله: "وللظالمين أعد لهم" فكرر اللام فى (الظالمين) وفى (لهم)، وربما فعلت العرب ذلك. أنشدنى بعضهم:
أقول لها إذا سألت طلاقا * إلامَ تسارعين إلى فراقى
وأنشدنى بعضهم:
فأصبحْنَ لا يَسلنهُ عن بما به * أصعَّد فى غاوى الهَوى أم تصوَّبا؟


الصفحة التالية
Icon