وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الإنسان
(هل أتى على الإنسان) [١] يمكن تقدير هل على وضعه في الاستفهام [ها هنا]، كأنـ[ـه] سؤال عن الإنسان: هل أتى عليه هذا؟ فلا بد في جوابه من "نعم" ملفوظاً أو مقدراً، ثم يكون المعنى:/إن الأمر كما أنه كذلك، فينبغي للإنسان أن يحتقر نفسه، ولا يرتكب ما قبح له. ويبين هذا ما عدد عليه من النعم بعده. وقوله: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) [٢] المشج: الخلط وهي ماء الرجل والمرأة.
قال صلى الله عليه: "أي الماءين سبق أو علا فمنه يكون الشبه".
(نبتليه) [٢] نختبره حالاً بعد حال. (إما شاكراً وإما كفوراً) [٣] الفعول للمبالغة والكثرة، وشكر الإنسان قليل بالإضافة إلى كثرة النعم عليه. وعلى العكس فإن كفره [وإن قل] كثير بالإضافة إلى الإحسان إليه. (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلاً) [٤] بالتنوين بمشاكلة قوله: (أغلالاً وسعيراً). أو أجرى السلاسل مجرى الواحد، فيكون الجمع "سلاسلات"، كما في الحديث: "إنكن صواحبات يوسف".
وكذلك قوله: (قواريرا)، إذ جمعها قواريرات، ولأنها خاتمة الآية، فصرفت ليتفق النظام. وليس هذا المعنى في (قواريرا) الثانية. قال أبو عبيد: رأيت حك الألف في "قوارير" الثانية في المصحف الإمام.
(كان مزاجها كافوراً) [٥] أي: في طيب الجنة. قال قتادة: "مزج بالكافور، وختم بالمسك". (يفجرونها) [٦] يجرونها كيف شاؤوا. (مستطيراً) [٧] منتشراً. (قمطريراً) [١٠] شديداً طويلاً. (لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً) [١٣] أي: حراً وبرداً. قال المتلمس:
١٣٦٤- من القاصرات سجوف الحجال لم تر شمساً ولا زمهريراً. (قواريرا من فضة) [١٦] أي: كأنها في بياضها من فضة، على التشبيه بالفضة، وإن لم يذكر حرفه، كما قال/: ١٣٦٥- حلبانة ركبانة صفوف ١٣٦٦- تخلط بين وبر وصوف. أي: كأن يديها في إسراعها يدا خالط وبراً بصوف.