وعنها قال، لا نذر في معصية اللّه وكفارته كفارة يمين - أخرجه الترمذي - وأبو داود والنّسائي "وَيَخافُونَ يَوْماً" عظيما لأن تنكيره يدل على هول ما فيه من الفزع "كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً" (٧) منتشرا على الخلائق والسّموات والأرضين وما فيهما "وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ" في الدّنيا قصد الثواب ابتغاء مرضاة اللّه تعالى "عَلى حُبِّهِ" وحاجتهم إليه ويؤثرون على أنفسهم "مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً" (٨) ويقولون لمن يتفضلون عليهم "إِنَّما نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً"
(٩) لئلا يعزم المحتاجون على مكافتهم وتكون طيبة أنفسهم ويتأثمون من المن والأذى بنفقاتهم قائلين "إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً" وجه أهله المفرطين بدنياهم "قَمْطَرِيراً" (١٠) شديد الا كفهرار تتغير فيه الوجوه حتى لا تكاد تعرف وعليه قوله :
واصطليت الحروب في كلّ يوم باسل الشّر قمطرير الصّباح
أي إنما يقصدون بإحسانهم الوقاية من هول ذلك اليوم فقط لا لأمر آخر