وقدمنا وصف خمرة الآخرة في الآية ١٨ من سورة الواقعة في ج ١ والآية ٢٥ من المطففين في ج ٢ فراجعهما "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ" راجع الآية ١٧ من سورة الواقعة المذكورة في معنى مخلدون، لأن معنى الخلد هنا لا يتم عن كبير معنى، لأن الخلود في الجنّة لمن فيها محقق وكلّ ما فيها خالد فلا حاجة لذكر خلود خدمها وهي دار الخلد، بل معناه مقرطون، وقيل مسوّرون أي لابسون أقراطا وأسورة من ذهب كالمخدومين، راجع الآية ٢٤ من سورة الحج الآتية فيشابهون أسيادهم من هذه الجهة، وان إلباس العبيد يشير إلى عظمة الأسياد في الدّنيا، لأنا نرى بعض الشيوخ يلبسون عبيدهم أحسن منهم، فلأن يكون في الآخرة من باب أولى "إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً" (١٩) في البياض والحسن والكثرة و"إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ" هناك يا سيد الرّسل في تلك الجنان الباهرة "رَأَيْتَ نَعِيماً"
عظيما لا يوصف بهاؤه "وَمُلْكاً كَبِيراً" (٢٠) لا يقدر قدره وإن أهل هذه الجنان


الصفحة التالية
Icon