"عالِيَهُمْ" لباسهم الفوقي كالعباءة والملحفة والجبة وهو مبتدأ خبره "ثِيابُ سُندُسٍ" هو ما، رقّ من الحرير "خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ" هو أثخنه "وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ" وقد مر في سورة فاطر يحلون فيها من أساور من ذهب الآية ٢٣ في ج ٢ وفي آية الحج الآتية في ذهب ولؤلؤ الآية ٢٣، وعليه يكون المعنى أن كلا من أهل الجنّة يلبس اسورة من فضة وذهب ولؤلؤ، ومن هنا تعلم أن أهل الدّنيا لما صاروا يوسون اللّؤلؤ بالذهب ويتحلون به أخذوه من كتاب اللّه "وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً" (٢١) لم تلمسه يد ولم تدنسه رجل، لأنه صنع اللّه بكلمة كن "إِنَّ هذا" المذكور كله وأضعافه "كانَ لَكُمْ" أيها المؤمنون "جَزاءً" لأعمالكم الصّالحة "وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً" (٢٢) عند ربكم محمودا مرضيا، لأن أعمالكم في الدّنيا كانت مرضية عنده، ولأنكم قلتم للفقراء لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، لمثل هذا فليعمل العاملون أيها النّاس، وبه فليتنافس المتنافسون.
نعمت جزاء المؤمنين الجنه دار الأمالي والمنى والمنه
من الزرابي فرشها أي صاح ترى بها الحرام كالمباح