وقال ابن زنجلة :
٧٦ - سورة الإنسان
إنا أعتدنا للكفرين سلسلا وأغللا وسعيرا
قرأ نافع وأبو بكر والكسائي سلاسلا بالتنوين
وقرأ الباقون سلاسل بغير تنوين لأن فعالل لا تنصرف وكل جمع ثالثه ألف وبعدها حرف مشدد أو حرفان خفيفان أو أكثر فإنه لا ينصرف في معرفة ولا نكرة نحو مساجد قال الله تعالى مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا
وحجة من صرف أمران أحدهما ذكر الفراء فقال إن العرب
تجري ما لا يجري في الشعر فلو كان خطأ ما أدخلوه في أشعارهم فكذلك هؤلاء اجروا سلاسلا قال الشاعر... فما وجد أظآر ثلاث روائم...
فأجرى روائم والوجه الثاني أنهم اتبعوا مرسوم المصاحف في الوصل والوقف لأنها مكتوبة بالألف وإن لم تكن رأس آية فهي تشاكل رؤوس الآي لأن بعده أغلالا وسعيرا وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا ١٦، ١٥
قرأ نافع وأبو بكر والكسائي قواريرا قواريرا منونا كلاهما وإذا وقفوا وقفوا عليهما بالف اتباعا للمصحف ولأن الأولى راس آية وكرهوا أن يخالفوا بين لفظين معناهما واحد كما قرأ الكسائي ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود فصرف الثاني لقربه من الأول
قرأ ابن كثير قواريرا منونا و قوارير من فضة بغير تنوين وهو الاختيار لأن الأولى رأس آية وليست الثانية كذلك
فمن قرأ قواريرا قواريرا بإجرائهما جميعا كانت له ثلاث حجج إحداهن أن يقول نونت الأولى لأنها رأس آية ورؤوس
الآيات جاءت بالتنوين كقوله مذكورا سميعا بصيرا فنون الأولى ليوافق بين رؤوس الآيات ونون الثاني على ا لجوار للأول
والحجة الثانية أن العرب تجري ما لا يجرى في كثير من كلامها من ذلك قول عمرو بن كلثوم... كأن سيوفنا فينا وفيهم... مخاريق بأيدي لاعبينا...
فأجرى مخاريق والثالثة اتباع المصاحف وذلك أنهم جميعا في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف


الصفحة التالية
Icon