فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة
قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة الإنسان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في (هل) وجهان: أحدهما هي بمعنى قد.والثانى هي استفهام على بابها والاستفهام هنا للتقرير أو التوبيخ، و (لم يكن شيئا) حال من الإنسان، و (أمشاج) بدل أو صفة، وهو جمع مشيج، وجاز وصف الواحد بالجمع هنا لأنه كان في الإصل متفرقا ثم جمع: أي نطفة أخلاط، و (نبتليه) حال من الإنسان، أو من ضمير الفاعل.
قوله تعالى (إما شاكرا) إما هاهنا لتفصيل الأحوال، وشاكرا وكفورا حالان أي يناله في كلتا حالتيه.
قوله تعالى (سلاسل) القراءة بترك التنوين، ونونه قوم أخرجوه على الأصل، وقرب ذلك عندهم شيئان: أحدهما إتباعه ما بعده.
والثانى أنهم وجدوا في الشعر
مثل ذلك منونا في الفواصل، وإن هذا الجمع قد جمع كقول الراجز: * قد جرت الطير أيا منينا * قوله تعالى (من كأس) المفعول محذوف: أي خمرا أو ماء من كأس، وقيل " من " زائدة، و (كان مزاجها) نعت لكأس، وأما (عينا) ففي نصبها أوجه: أحدها هو بدل من موضع من كأس.
والثانى من كافور: أي ماء عين أو خمر عين.
والثالث بفعل محذوف: أي أعنى والرابع تقديره: أعطوا عينا.
والخامس يشربون عينا وقد فسره ما بعده.
قوله تعالى (يشرب بها) قيل الباء زائدة، وقيل هي بمعنى " من " وقيل هو حال أي يشرب ممزوجا بها، والأولى أن يكون محمولا على المعنى، والمعنى يلتذ بها، و (يفجرونها) حال.
قوله تعالى (يوفون) هو مستأنف ألبتة.
قوله تعالى (متكئين فيها) يجوزأن يكون حالا من المفعول في جزاهم، وأن يكون صفة لجنة، و (لا يرون) يجوز أن يكون حالا من الضمير المرفوع في متكئين وأن يكون حالا أخرى، وأن يكون صفة لجنة، وأما (ودانية) ففيه أوجه: أحدها أن يكون معطوفا على لا يرون أو على متكئين، فيكون فيه من الوجوه ما في المعطوف عليه.