السندس ما رق من الديباج، والاستبرق ما غلظ منه، وكل ذلك داخل في اسم الحرير قال تعالى :﴿وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ [ الحج : ٢٣ ] ثم قيل : إن الذين هذا لباسهم هم الولدان المخلدون، وقيل : بل هذا لباس الأبرار، وكأنهم يلبسون عدة من الثياب فيكون الذي يعلوها أفضلها، ولهذا قال :﴿عاليهم﴾ وقيل هذا من تمام قوله :﴿مُّتَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك﴾ ومعنى ﴿عاليهم﴾ أي فوق حجالهم المضروبة عليهم ثياب سندس، والمعنى أن حجالهم من الحرير والديباج.
قوله تعالى :﴿وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ﴾ وفيه سؤالات :
السؤال الأول : قال تعالى في سورة الكهف :﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ﴾ [ الكهف : ٣١ ] فكيف جعل تلك الأساور ههنا من فضة ؟ والجواب : من ثلاثة أوجه أحدها : أنه لا منافاة بين الأمرين فلعلهم يسورون بالجنسين إما على المعاقبة أو على الجمع كما تفعل النساء في الدنيا وثانيها : أن الطباع مختلفة فرب إنسان يكون استحسانه لبياض الفضة فوق استحسانه لصفرة الذهب، فالله تعالى يعطي كل أحد ما تكون رغبته فيه أتم، وميله إليه أشد وثالثها : أن هذه الأسورة من الفضة إنما تكون للوالدان الذين هم الخدم وأسورة الذهب للناس.


الصفحة التالية
Icon