والإستبرق : ما غَلُظ منه.
وقد تقدّم.
قوله تعالى :﴿ وحلوا ﴾ عطف على "وَيَطُوفُ".
﴿ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ ﴾ وفي سورة فاطر ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ﴾ وفي سورة الحج ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً ﴾، فقيل : حُليّ الرجل الفضة وحُليّ المرأة الذهب.
وقيل : تارة يلبسون الذهب وتارة يلبسون الفضّة.
وقيل : يجمع في يد أحدهم سواران من ذهب وسواران من فضّة وسواران من لؤلؤ، ليجتمع لهم محاسن الجنة ؛ قاله سعيد بن المسيّب.
وقيل : أي لكل قوم ما تميل إليه نفوسهم.
﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ﴾ قال عليّ رضي الله عنه في قوله تعالى :﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ﴾ قال : إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مرّوا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان، فيشربون من إحداهما، فتجري عليهم بنضرة النَّعيم، فلا تتغير أبشارهم، ولا تتشعث أشعارهم أبداً، ثم يشربون من الأخرى، فيخرج ما في بطونهم من الأذى، ثم تستقبلهم خَزنة الجنة فيقولون لهم :﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدِينَ ﴾ [ الزمر : ٧٣ ].
وقال النَّخَعيّ وأبو قِلابة : هو إذا شربوه بعد أكلهم طَهَّرهم، وصار ما أكلوه وما شربوه رَشْحَ مِسْكٍ، وضَمَرت بطونهم.
وقال مقاتل : هو من عينٍ ماء على باب الجنة، تنبع من ساق شجرة، من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غِلّ وغشٍّ وحسدٍ، وما كان في جوفه من أذًى وقذر.
وهذا معنى ما روي عن عليّ، إلا أنه في قول مقاتل عين واحدة وعليه فيكون فعلاً للمبالغة، ولا يكون فيه حجة للحنفي أنه بمعنى الطاهر.
وقد مضى بيانه في سورة "الفرقان" والحمد لله.