وقرأه أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلفٌ بإسكان الذال على الوجهين المذكورين في ﴿ عُذراً ﴾، وعلى كلتا القراءتين فهو اسم مصدر بمعنى الإِنذار.
وانتصب ﴿ عذراً أو نذراً ﴾ على بدل الاشتمال من ﴿ ذِكْراً ﴾ و ﴿ أو ﴾ في قوله :﴿ أو نذراً ﴾ للتقسيم.
وجملة ﴿ إن ما توعدون لواقع ﴾ جواب القسم وزيدت تأكيداً بـ ﴿ أنَّ ﴾ لتقوية تحقيق وقوع الجواب.
و﴿ إنَّما ﴾ كلمتان هما ( إنَّ ) التي هي حرف تأكيد و ( ما ) الموصولة وليست هي ( إِنَّما ) التي هي أداة حصر، والتي ( ما ) فيها زائدة.
وقد كتبت هذه متصلة ( إِنَّ ) بـ ( ما ) لأنهم لم يكونوا يفرقون في الرسم بين الحالتين، والرسم اصطلاح، ورسم المصحف سُنة في المصاحف ونحن نكتبها مفصولة في التفسير وغيره.
و﴿ ما توعدون ﴾ : هو البعث للجزاء وهم يعلمون الصلة فلذلك جيء في التعبير عنه بالموصولية.
والخطاب للمشركين، أي ما تَوعَّدكم الله به من العقاب بعد البعث واقع لا محالة وإن شككتم فيه أو نفيتموه.
والواقع : الثابتُ.
وأصل الواقع الساقط على الأرض فاستعير للشيء المحقق تشبيهاً بالمستقر. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon