واختلف القراء في قوله تعالى :﴿ عذراً أو نذراً ﴾، فقأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر وشيبة بسكون الذال في " عذْر " وضمها في " نذُر "، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وإبراهيم التيمي بسكون الذال فيهما، وقرأ طلحة وعيسى والحسن بخلاف، وزيد بن ثابت وأبو جعفر وأبو حيوة والأعمش عن أبي بكر عن عاصم بضمها فيهما فإسكان الذال على أنهما مصدران يقال عذْر وعذير ونذْير كنكر ونكير، وضم الذال يصح معه المصدر، ويصح أن يكون جمعاً لنذير وعاذر للذين هما اسم فاعل، والمعنى أن الذكر يلقي بإعذار وإنذار أو يلقيه معذورون ومنذرون، وأما النصب في قوله ﴿ عذراً أو نذراً ﴾ فيصح إذا كانا مصدرين أن يكون لك على البدل من الذكر، ويصح أن يكون على المفعول للذكر كأنه قال ﴿ فالملقيات ﴾ أن يذكر ﴿ عذراً ﴾ ويصح أن يكون ﴿ عذراً ﴾ مفعولاً لأجله أي يلقي الذكر من أجل الإعذار، وأما إذا كان ﴿ عذراً أو نذراً ﴾ جمعاً فالنصب على الحال. وقرأ إبراهيم التيمي " عذراً أو نذراً " بواو بدل ﴿ أو ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن ما توعدون لواقع ﴾ هو الذي وقع عليه القسم والإشارة إلى البعث، و" طمس النجوم " : إزالة ضوئها واستوائها مع سائر جرم السماء، و" فرج السماء " : هو بانفطارها حتى يحدث فيها فروج، و" نسف الجبال " : هو بعد التسيير وقيل كونها هباء وهو تفريقها بالريح. وقرأ جمهور القراء :" أقتت " بالهمزة وشد القاف، وقرأ بتخفيف القاف مع الهمزة عيسى وخالد، وقرأ أبو عمرو وحده " وقتت " بالواو، وأبو الأشهب وعيسى وعمرو بن عبيد، قال عيسى هي لغة سفلى مضر، وقرأ أو جعفر بواو واحدة خفيفة القاف وهي قراءة ابن مسعود والحسن، وقرأ الحسن بن أبي الحسن " ووقت " بواوين على وزن فوعلت، والمعنى جعل لها وقت منتظر فجاء وحان. والواو في هذا كله الأصل والهمزة بدل. وقوله تعالى :﴿ لأي يوم أجلت ﴾ تعجيب على عظم ذلك اليوم


الصفحة التالية
Icon