ووجهه عندنا أن النار خُلِقت من النور فهي نار مضيئة، فلما خلق الله جهنم وهي موضع النار، حشا ذلك الموضع بتلك النار، وبعث إليها سلطانه وغضبه، فاسودت من سلطانه وازدادت حِدّة، وصارت أشدّ سواداً من النار ومن كل شيء سواداً، فإذا كان يوم القيامة وجيء بجهنم في الموقف رمت بشررها على أهل الموقف، غضباً لغضب الله، والشرر هو أسود، لأنه من نار سوداء، فإذا رمت النار بشررها فإنها ترمي الأعداء به، فهنّ سود من سواد النار، لا يصل ذلك إلى الموحدين ؛ لأنهم في سرادق الرحمة أحاط بهم في الموقف، وهو الغمام الذي يأتي فيه الربّ تبارك وتعالى، ولكن يعاينون ذلك الرمي، فإذا عاينوه نزع الله ذلك السلطان والغضب عنه في رأي العين منهم حتى يروها صفراء ؛ ليعلم الموحدون أنهم في رحمة الله لا في سلطانه وغضبه.
وكان ابن عباس يقول : الجِمالات الصُّفر : حِبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال.
ذكره البخاري.
وكان يقرؤها "جُمَالاَتٌ" بضم الجيم، وكذلك قرأ مجاهد وحُميد "جُمَالاَت" بضم الجيم، وهي الحبال الغلاظ، وهي قُلُوس السفينة أي حبالها.
وواحد القُلُوس : قَلْس.
وعن ابن عباس أيضاً على أنها قطع النحاس.
والمعروف في الحبل الغليظ جُمَّل بتشديد الميم كما تقدم في "الأعراف".
"وجُمَالاَت" بضم الجيم : جمع جِمالة بكسر الجيم مُوَحّدًا، كأنه جمع جَمَل، نحو حَجَر وحجارة، وذَكَر وذِكَارة.
وقرأ يعقوب وابن أبي إسحاق وعيسى والجَحْدَريّ "جُمَالة" بضم الجيم موحداً وهي الشيء العظيم المجموع بعضه إلى بعض.
وقرأ حفص وحمزة والكسائي "جِمَالة" وبقية السبعة "جِمَالاَت" قال الفراء : يجوز أن تكون الجِمالات جمع جِمال كما يقال : رجل ورِجال ورِجالات.
وقيل : شبهها بالجمالات لسرعة سيرها.
وقيل : لمتابعة بعضها بعضاً.
والقَصْر : واحد القصور.
وقَصْر الظلام : اختلاطه.
ويقال : أتيته قصراً أي عَشِيًّا، فهو مشترك ؛ قال :


الصفحة التالية
Icon