فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة المرسلات
المرسلات : هم الملائكة الذين أرسلهم اللّه لإيصال النعمة إلى قوم، والنقمة إلى آخرين، عرفا : أي للمعروف والإحسان، والعاصفات : أي المبعدات للباطل كما تبعد العواصف التراب والتبن والهباء، والناشرات : أي الناشرات لأجنحتهنّ عند نزولهنّ إلى الأرض، فالفارقات فرقا : أي فالفارقات بين الحق والباطل، فالملقيات ذكرا : أي فالملقيات العلم والحكمة إلى الأنبياء، عذرا أو نذرا : أي للإعذار والإنذار،
من قولهم : عذره إذا أزال الإساءة، وأنذر إذا خوّف، طمست : أي محقت وذهب نورها، فرجت : أي فتحت وشقت، نسفت : أي اقتلعت من أماكنها بسرعة من قولهم : انتسفت الشيء إذا اختطفته، أقّتت : أي عيّن لها الوقت الذي تحضر فيه للشهادة على أممها، أجّلت : أي أخرت وأمهلت، الفصل : أي الفصل بين الخلائق بأعمالهم : إما إلى الجنة، وإما إلى النار، ويل : أي عذاب وخزى.
من ماء مهين : أي من نطفة قذرة حقيرة، فى قرار مكين : أي فى الرحم، إلى قدر معلوم : أي إلى مقدار معيّن من الوقت عند اللّه، فقدرنا : أي على خلقه وتصويره كيف شئنا، والكفات : ما يكفت، أي يضم ويجمع، من كفت الشيء.
إذا ضمه وجمعه، وأنشد سيبويه :
كرام حين تنكفت الأفاعى إلى أجحارهنّ من الصقيع
رواسى : أي جبالا ثوابت، شامخات : أي مرتفعات، فراتا : أي عذبا.
ظلال : واحدها ظل، وهو أعم من الفيء فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة، ولكن موضع لم تصل إليه الشمس ظل، ولا يقال فئ إلا لما زالت عنه الشمس، ويعبر بالظل أيضا عن الرفاهية، وعن العزة، وعيون : أي أنهار، اركعوا : أي صلوا، حديث : أي كلام. أ هـ ﴿تفسير المراغى حـ ٢٩ صـ ١٧٨ ـ ١٨٨﴾. باختصار.


الصفحة التالية
Icon