﴿ لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ..﴾.
يعجب العباد من ذلك اليوم ثم قال: ﴿لِيَوْمِ الْفَصْلِ...﴾.
﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ...﴾ ﴿ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ...﴾.
بالرفع. وهى فى قراءة عبدالله: "ألم نهلك الأولين وسنتبعهم الآخرين"، فهذا دليل على أنها مستأنفة لا مردودة على (نهلك)، ولو جزَمت على: ألم نقدّر إهلاك الأولين، وإتباعهم الآخرين ـ كان وجهاً جيداً بالجزم ؛ لأنّ التقدير يصلح للماضى، وللمستقبل.
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ...﴾.
ذكر عن على بن أبى طالب رحمه الله، وعن أبى عبدالرحمن السلمى: أنهما شدَّدا، وخففها الأعمش وعاصم. ولا تبعدن أن يكون المعنى فى التشديد والتخفيف واحداً ؛ لأن العرب قد تقول: قدِّر عليه الموتُ، وقدّر عليه رزقه، وقُدِر عليه بالتخفيف والتشديد، وقد احتج الذين خففوا فقالوا: لو كان كذلك لكانت: فنعم المقدّرون. وقد يجمع العرب بين اللغتين، قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾، وقال الأعشى:
وأنْكرتْنى، وما كان الَّذى نَكِرتْ * من الحوادثِ إلاَّ الشيبَ والصَّلَعا
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً * أَحْيَآءً وَأَمْواتاً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً...﴾ ﴿أَحْيَآءً وَأَمْواتاً...﴾.


الصفحة التالية
Icon