فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة
قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة المرسلات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الواو الأولى للقسم، وما بعدها للعطف، ولذلك جاءت الفاء، و (عرفا) مصدر في موضع الحال: أي متتابعة، يعنى الريح، وقيل المراد الملائكة فيكون التقدير بالعرف أو للعرف، و (عصفا) مصدر مؤكد، و (ذكرا) مفعول به، وفي (عذرا أو نذرا) وجهان: أحدهما مصدران يسكن أوسطهما ويضم.والثانى هما جمع عذير ونذير، فعلى الأول ينتصبان على المفعول له، أو على البدل من ذكرا، أو بذكرا، وعلى الثاني هما حالان من الضمير في الملقيات: أي معذرين ومنذرين.
قوله تعالى (إنما) " ما " هاهنا بمعنى الذى، والخبر (لواقع) ولا تكون " ما " مصدرية هنا ولا كافة.
قوله تعالى (فإذا النجوم) جواب إذا محذوف تقديره: بأن الأمر أو فصل، ويقال لأى يوم، وجوابها العامل فيها، ولا يجوز أن يكون (طمست) جوابا لأنه الفعل المفسر لمواقع النجوم الكلام لا يتم به، والتقدير: فإذا طمست النجوم ثم حذف الفعل استغناء عنه بما بعده.
وقال الكوفيون: الاسم بعد إذا مبتدأ، وهو بعيد لما في إذا من معنى الشرط المتقاضى بالفعل قوله تعالى (وقتت) بالواو على الأصل، لأنه من الوقت، وقرئ بالتخفيف، ودل عليه قوله تعالى " كتابا موقوتا " وقرئ بالهمز لأن الواو قد ضمت ضما لازما فهرب منها إلى الهمزة.
قوله تعالى (لاى يوم) أي يقال لهم، و (ليوم الفصل) تبيين لما قبله.
قوله تعالى (ويل) هو مبتدأ، و (يومئذ) نعت له أو ظرف له، و (للمكذبين) الخبر.
قوله تعالى (ثم نتبعهم) الجمهور على الرفع: أي ثم نحن نتبعهم، وليس بمعطوف لأن العطف يوجب أن يكون المعنى أهلكنا المجرمين ثم أتبعناهم الآخرين في الهلاك، وليس كذلك لأن إهلاك الآخرين لم يقع بعد، وقرئ بإسكان العين شاذا.
وفيه وجهان: أحدهما هو على التخفيف لا على الجزم.