ترى الأكم فيها سجداً للحوافر... أي متذللة، وتأول قتادة الآية قاصدة الركوع نفسه. وقال : عليكم بحسن الركوع، والذي أقول إن ذكر الركوع هنا وتخصيصه من بين سائر أحوال العبادة إنما كان لأن كثيراً من العرب كان يأنف من الركوع والسجود ويراها هيئة منكرة لما كان في أخلاقهم من العجرفة، ألا ترى أن بعضهم قد سئل فقيل له : كيف تقول؟ استخذأت أو استخذيت؟ فقال : كل لا أقول. فقيل له لم؟ قال : لأن العرب لا تستخذي، فظن أنه سئل عن المعنى ولم يفهم أنه سئل عن اللفظ. وفي كتاب السير عن بعض العرب أنه استعفى متكلماً عن قومه ونفسه رسول الله ﷺ الصلاة فلم يجبه رسول الله ﷺ بل قال له :" لا بد من الصلاة "، فقال عند ذلك سنؤتيكها، وإن كانت دناءة، وقوله تعالى :﴿ فبأي حديث بعده يؤمنون ﴾ يؤيد أن الآية كلها في قريش، والحديث الذي يقتضيه الضمير هو القرآن، وهذا توقيف وتوبيخ، وروي عن يعقوب أنه قرأ " تؤمنون " بالتاء من فوق على المواجهة ورويت عن ابن عامر ( انتهى ). أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية