﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ * هذا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ ﴾ إشارةٌ إلى وقتِ دخولِهم النارَ أيْ هذا يومُ لا ينطقونَ فيه بشىءٍ لما أنَّ السؤالَ والجوابَ والحسابَ قدْ انقضتْ قبلَ ذلكَ ويومُ القيامةِ طويلٌ له مواطنُ ومواقيتُ ينطقونَ في وقتٍ دُونَ وقتٍ فعبَّر عن وقت بيومُ أو لا ينطقونَ بشيءٍ ينفعُهم فإن ذلكَ كلاَ نطقٍ وقُرِىءَ بنصبِ اليومِ أيْ هَذا الذي فُصِّلَ واقعٌ يومَ لا ينطِقون ﴿ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ﴾ عطفٌ على يُؤذنُ مُنتظمٌ في سلكِ النفي أيْ لا يكونُ لهم إذنٌ واعتذارٌ متعقبٌ له من غير أن يجعل الاعتذار مسبباً عن الإذن كما لو نصب ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ * هذا يَوْمُ الفصل ﴾ بين الحقِّ والباطلِ والمحقِّ والمبطلِ ﴿ جمعناكم ﴾ خطابٌ لأمة محمدٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ. ﴿ والأولين ﴾ من الأممِ وهذا تقريرٌ وبيانٌ للفصل.
﴿ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ﴾ فإن جميعَ من كنتُم تقلدونهم وتقتدونَ بهم حاضرونَ وهذا تقريعٌ لهم على كيدِهم للمؤمنينَ في الدُّنيا وإظهارٌ لعجزِهم ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ حيثُ ظهرَ أنْ لا حيلةَ لهم في الخلاصِ من العذابِ.