﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ لرسل الله وآياته ﴿ هذا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ ﴾ أي : لا يتكلمون : قال الواحدي : قال المفسرون : في يوم القيامة مواقف، ففي بعضها يتكلمون، وفي بعضها يختم على أفواههم فلا يتكلمون، وقد قدّمنا الجمع بهذا في غير موضع.
وقيل : إن هذا إشارة إلى وقت دخولهم النار وهم عند ذلك لا ينطقون ؛ لأن مواقف السؤال والحساب قد انقضت.
وقال الحسن : لا ينطقون بحجة، وإن كانوا ينطقون.
قرأ الجمهور : برفع ﴿ يوم ﴾ على أنه خبر لإسم الإشارة.
وقرأ زيد بن عليّ، والأعرج، والأعمش، وأبو حيوة، وعاصم في رواية عنه بالفتح على البناء لإضافته إلى الفعل، ومحله الرفع على الخبرية.
وقيل : هو منصوب على الظرفية، والإشارة بهذا إلى ما تقدّم من الوعيد ؛ كأنه قيل : هذا العقاب المذكور كائن يوم لا ينطقون ﴿ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ﴾ قرأ الجمهور :﴿ يؤذن ﴾ على البناء للمفعول، وقرأ زيد بن عليّ :( ولا يأذن ) على البناء للفاعل، أي : لا يأذن الله لهم، أي : لا يكون لهم إذن من الله فيكون لهم اعتذار من غير أن يجعل الاعتذار مسبباً عن الإذن كما لو نصب.
قال الفرّاء : الفاء في فيعتذرون نسق على يؤذن، وأجيز ذلك ؛ لأن أواخر الكلام بالنون، ولو قال فيعتذروا لم يوافق الآيات، وقد قال :﴿ لاَ يقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ ﴾ [ فاطر : ٣٦ ] بالنصب، والكل صواب.
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ بما دعتهم إليه الرسل، وأنذرتهم عاقبته.
﴿ هذا يَوْمُ الفصل جمعناكم والاولين ﴾ أي : ويقال لهم : هذا يوم الفصل الذي يفصل فيه بين الخلائق، ويتميز فيه الحق من الباطل، والخطاب في جمعناكم للكفار في زمن نبينا محمد ﷺ، والمراد بالأوّلين كفار الأمم الماضية.
﴿ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ ﴾ أي : إن قدرتم على كيد الآن ﴿ فَكِيدُونِ ﴾ وهذا تقريع وتوبيخ لهم.


الصفحة التالية
Icon