أقسم الله تعالى بهذه الأشياء، إن ما توعدون من أمر الساعة والبعث لواقع.
يعني : لكائن ولنازل.
ثم قال عز وجل :﴿ فَإِذَا النجوم طُمِسَتْ ﴾ يعني : الموعد الذي يوعدون، في اليوم الذي فيه طمست النجوم، يعني : ذهب ضوءها ﴿ وَإِذَا السماء فُرِجَتْ ﴾ يعني : انشقت من خوف الرحمن ﴿ وَإِذَا الجبال نُسِفَتْ ﴾ يعني : قلعت من أصولها، حتى سويت بالأرض ﴿ وَإِذَا الرسل أُقّتَتْ ﴾ يعني : جمعت وروى منصور، عن إبراهيم ﴿ وَإِذَا الرسل أُقّتَتْ ﴾ قال : وعدت.
وقال مجاهد أي : أجلت.
قرأ أبو عمرو وقتت بغير همزة، والعرب تقول صلى القوم إحداناً ووحداناً، ومعناهما واحد، يعني : يجعل لها وقتاً واحداً.
وقيل : جمعت لوقتها.
ثم قال :﴿ لايّ يَوْمٍ أُجّلَتْ ﴾ على وجه التعظيم، يعني : لأي يوم أجلت الرسل، ليشهدوا على قومهم.
ثم بين فقال :﴿ لِيَوْمِ الفصل ﴾ يعني : أجلها ليوم الفصل وهو يوم القضاء، ويقال : يوم الفصل يعني : يوم يفصل بين الحبيب والحبيبة وبين الرجل وأمه وأبيه وأخيه ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الفصل ﴾ يعني : ما تدري أي يوم القضاء تعظيماً لذلك اليوم ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ يعني : الشدة من العذاب في ذلك اليوم، للذين أنكروا، وجحدوا بيوم القيامة.
ثم قال عز وجل :﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الاولين ﴾ يعني : ألم يهلك الله تعالى من كان قبلهم بتكذيبهم لأنبيائهم ﴿ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الاخرين ﴾ يعني : نهلك الآخرين يعني : إن كذبوا رسلهم ﴿ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بالمجرمين ﴾ يعني : هكذا يفعل الله بالكفار ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ يعني : الذين كذبوا رسلهم ثم قال :﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مّن مَّاء مَّهِينٍ ﴾ يعني : من نطفة، وهو ماء ضعيف ﴿ فجعلناه فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴾ يعني : في رحم الأم.
﴿ إلى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾ يعني : إلى وقت معروف، وهو وقت الخروج من البطن.


الصفحة التالية
Icon