العاص : إن الشمس في السماء الرابعة إلينا طهرها ولهبها مضطرم علواً، واختلف الناس في ﴿ المعصرات ﴾، فقال الحسن بن أبي الحسن وأبيّ بن كعب وابن جبير وزيد بن أسلم ومقاتل وقتادة : هي السموات، وقال ابن عباس وأبو العالية والربيع والضحاك :﴿ المعصرات ﴾ السحاب القاطرة، وهو مأخوذ من العصر، لأن السحاب ينعصر فيخرج منه الماء وهذا قول الجمهور وبه فسر عبيد الله بن الحسن بن محمد العنبري القاضي بيت حسان :[ الكامل ]
كلتاهما حلب العصير... وقال بعض من سميت هي السحاب التي فيها الماء تمطر كالمرأة المعصر وهي التي دنا حيضها ولم تحض بعد، وقال ابن الكيسان : قيل : للسحاب معصرات من حيث تغيث فهي من المعصرة ومنه قوله تعالى :﴿ وفيه يعصرون ﴾ [ يوسف : ٤٩ ] قال ابن عباس ومجاهد وقتادة :﴿ المعصرات ﴾ الرياح، لأنها تعصر السحاب، وقرأ ابن الزبير وابن عباس والفضل بن عباس وقتادة وعكرمة :" وأنزلنا بالمعصرات " فهذا يقول أنه أراد الرياح، و" الثجاج " : السريع الاندفاع كما يندفع الدم عن عروق الذبيحة، ومنه قول النبي ﷺ وقد قيل له : ما أفضل الحج؟ قال :" العج والثج " أراد التضرع إلى الله بالدعاء الجهير وذبح الهدي، و" الحب " : جنس الحبوب الذي ينتفع به الحيوان، و" النبات " : العشب الذي يستعمل رطباً لإنسان أو بهيمة، فذكر الله تعالى موضع المنفعتين و﴿ ألفافاً ﴾ جمع لُف بضم اللام، ولف جمع لفاء. والمعنى ملتفات الأغصان والأوراق، وذلك موجود مع النضرة والري، وقال جمهور اللغويين ﴿ ألفافاً ﴾ جمع لِفّ بكسر اللام، واللف : الجنة الملتفة بالأغصان، وقال الكسائي :﴿ ألفافاً ﴾، جمع لفيف. وقد قال الشاعر :[ الطويل ]
أحابيش ألفاف تباين فرعهم... وجذمهم عن نسبة المتقرب. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾