من الإعجاز العلمى فى القرآن
للدكتور زغلول النجار
بحث بعنوان :
من أسرار القرآن
الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية ـ ٢٨ ـ
ألم نجعل الأرض مهادا * والجبال أوتادا
بقلم الدكتور : زغلول النجار
هاتان الآيتان الكريمتان جاءتا في مقدمات سورة النبأ، وهي سورة مكية، شأنها شأن كافة السور المكية يدور محورها حول قضية العقيدة، تلك القضية الغيبية التي لا يمكن للإنسان أن يصل فيها إلي تصور صحيح أبدا بغير هداية ربانية، ومن هنا كانت من قواعد الدين الذي من لوازم صحته أن يكون وحيا ربانيا خالصا لا يداخله أدني قدر من الصياغة أو التصورات البشرية.
ومن أصول العقيدة الإسلامية الإيمان بالبعث وبالحساب والجزاء، وبالخلود في حياة قادمة إما في الجنة أبدا، أو في النار أبدا، والإيمان بالبعث هو موضوع سورة النبأ ومحورها الأساسي، وذلك لأن إنكار البعث كان حجة كفار قريش، كما كان حجة الكفار والمتشككين عبر التاريخ في نبذهم للدين، كفرا برب العالمين، وجهلا بطلاقة قدرته التي لا تحدها حدود، أو قياسا للقدرة الالهية بقدرات البشر المحدودة ظلما وعدوانا وجهلا بمدلول الألوهية الحقة، ومن ثم عجز الكافرون عن تصور إمكانية البعث، أو تعاجزوا عنه انصياعا لشهواتهم التي يرون ممارستها دون أدني مسئولية أو مساءلة فانطلقوا في انكار البعث، وما يستتبعه من الحساب والجزاء، وفي التشكيك في كل ذلك وهو من صلب الدين الذي جاء به آلاف من الانبياء، ومئات من المرسلين، وتكامل في بعثة النبي الخاتم والرسول الخاتم ( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ).
ومن أجل التأكيد علي حقيقة البعث بعد الموت وما يستتبعه من حساب وجزاء ابتدأت سورة النبأ باستنكار تساؤل الكافرين عنه تساؤل المنكر له أو المتشكك في امكانية وقوعه، وألمحت بالتهديد القاطع لكل منكر أو