متشكك في تلك الحقيقة الربانية الحاسمة، ثم أوردت عددا من الآيات الكونية الدالة علي طلاقة القدرة الالهية في إبداع الخلق لكي تكون شاهدة علي أن الخالق المبدع قادر علي افناء خلقه وعلي إعادة بعثه...!!!، ولذلك أكدت السورة علي حقيقة يوم البعث وأهواله، وسمته باسم يوم الفصل لأنه يوم قد وقته ربنا ( تبارك وتعالي ) للفصل بين العباد، سيجمع له كافة الخلق من الأولين والآخرين بعد فنائهم أجمعين وفناء الكون كله من حولهم، وذلك لحسابهم علي ما قد قدموا في حياتهم الدنيا، ولجزائهم الجزاء الأوفي علي ذلك..!!!
ثم تعرج بنا السورة علي بعض صور العقاب الذي أعده ربنا ( تبارك وتعالي ) للطاغين من الكفار والمشركين والمتجبرين في الأرض من المنكرين لدين الله، والمكذبين بآياته، والغافلين عن حسابه، وذلك بإدخالهم إلي جهنم ـ وبئس المصير ـ التي تترصد بهم، وتستعد لاستقبالهم وفيها من صور العذاب المهين ما نسأل الله تعالي أن يجيرنا منه..!!!
وللمقارنة بين مصير هؤلاء الطاغين المكذبين ومصير عباد الله المتقين، تحدثت السورة عن شيء من جزاء المتقين من جنات ونعيم مقيم فضلا ورحمة من رب العالمين.
وختمت السورة الكريمة بتصوير شيء من أهوال يوم القيامة، وبدعوة الناس كافة إلي الاستعداد لهذا اليوم الذي سوف يعود الخلق فيه إلي الله، ليقفوا جميعا بين يديه للحساب، وأن يأخذوا حذرهم حتي تحسن عودتهم، ويهون حسابهم فينجوا من العذاب المهين، ويرفلوا في جنات النعيم المقيم...!!!
وتضمن ختام سورة النبأ التحذير من عذاب يوم القيامة، حيث ينظر كل إنسان صحيفة أعماله في هذه الحياة، وفيها كل ما قد قدمت يداه، فيحمد المتقون الله علي حسن هدايته وتوفيقه ويتمني كل كافر لو يستحيل ترابا أملا في تحاشي هول هذا اليوم وهول المصير الأسود من بعده ولكن هيهات هيهات أن يفر أحد من حساب الله وجزائه العادل...!!!
ومن