ويأتي التعبير بـ ( ذي الأوتاد ) في استعارة مجازية بمعني كثير الجنود والعساكر الذين يشدون الملك ويثبتونه كما تشد الأوتاد أركان الخيام إلي الأرض فتثبتها نظرا لكثرة خيامهم التي يضربون أوتادها في أرض معسكراتهم، كما قد تأتي في معني صاحب الأبنية العظيمة الشاهقة التي تشبه في عمق أساساتها أوتاد الجبال، وفي ارتفاعها علو الجبال وذلك من مثل قول الحق تبارك وتعالي :
[ وفرعون ذي الأوتاد *]( الفجر : ١٠)
شروح المفسرين
ذكر ابن كثير ( يرحمه الله ) في تفسير قول الحق تبارك وتعالي ( ألم نجعل الأرض مهادا ): أي ممهدة للخلائق، ذلولا لهم، قارة، ساكنة، ثابتة، وفي قوله تعالي ( والجبال أوتادا ): أي جعل لها أوتادا، أرساها بها، وثبتها، وقررها حتي سكنت، ولم تضطرب بمن عليها..
وذكر صاحبا تفسير الجلالين ( غفر الله لهما ) كلاما مشابها إذ قالا :( ألم نجعل الأرض مهادا ) أي فراشا كالمهد صالحة للحياة عليها؟ ( والجبال أوتادا ) أي تثبت بها الأرض كما تثبت الخيام بالأوتاد لئلا تميد بكم، والاستفهام للتقرير
وقال صاحب الظلال ( رحمه الله رحمة واسعة : والمهاد : الممهد للسير، والمهاد اللين كالمهد.. وكلاهما متقارب، وهي حقيقة محسوسة للإنسان في أي طور من أطوار


الصفحة التالية
Icon