وبالتالي اختلاف كثافة الصخور المكونة لمختلف أجزاء الغلاف الصخري للأرض، فهناك قمم عالية للسلاسل الجبلية، وتنخفض تلك القمم السامقة إلي التلال، ثم الروابي أو الربي ( جمع ربوة أو رابية ) أو الآكام ( جمع أكمة ) أو النتوءات الأرضية، ثم الهضاب أو النجود ( جمع نجد ) ثم السهول، ثم المنخفضات الأرضية والبحرية.
ويبلغ ارتفاع أعلي قمة علي سطح الأرض ( وهي قمة جبل إفرست ) في سلسلة جبال الهيمالايا ٨٨٤٠ مترا تقريبا فوق مستوي سطح البحر بينما يقدر منسوب اخفض نقطة علي سطح اليابسة ( وهي حوض البحر الميت ) بحوالي ٣٩٥ مترا تحت مستوي سطح البحر، ويقدر متوسط منسوب سطح اليابسة بنحو ٨٤٠ مترا فوق مستوي سطح البحر، ويبلغ منسوب اكثر اغوار المحيطات عمقا ١٠٨٠٠ متر ( وهو غور ماريا نوس في قاع المحيط الهادي بالقرب من جزر الفلبين ) بينما يبلغ متوسط اعماق المحيطات نحو اربعة كيلو مترات (٣٧٢٩ ــ ٤٥٠٠ متر ) تحت مستوي سطح البحر.
ويبلغ الفارق بين أعلي قمة علي اليابسة وأخفض نقطة في قيعان المحيطات ٨٨٤٠+١٠، ٨٠٠=١٩٦٤٠ مترا ( أي أقل قليلا من عشرين كيلو مترا )
وهذا الفارق بين أعلي قمة علي سطح اليابسة وأخفض نقطة في أغوار قيعان البحار العميقة والمحيطات إذا قورن بمتوسط نصف قطر الأرض والمقدر بنحو ٦٣٧١ كيلو مترا فإن النسبة لا تكاد تتعدي ٠، ٠٠٣ ـ
، وهذه النسبة الضئيلة تلعب دورا مهما في معاونة عوامل التعرية المختلفة علي بري صخور مرتفعات الأرض، وإلقاء الفتات الناتج عنها في المنخفضات في دورات متعاقبة تعمل علي تسوية سطح الأرض، وتكوين التربة، وتركيز الخامات المعدنية، وجعل الأرض صالحة للعمران كما سبق أن اسلفنا.
كذلك فإن الأدلة العلمية التي تراكمت علي مدي القرنين التاسع عشر والعشرين تشير إلي أن الغلاف الصخري للأرض في حالة توازن تام، وإذا تعرض هذا التوازن إلي الاختلال في أية نقطة
علي سطح الأرض فإن تعديله يتم مباشرة.