الجهد الكهربي بينهما حدا معينا يحدث البرق علي هيئة شرارات كهربائية تنتشر في مساحة كبيرة من السماء الدنيا، وقد يحدث هذا التفريغ الكهربي بين السحابة والهواء المحيط بها، وقد يحدث بين السحب والأرض وما عليها من مبان عالية أو أشجار، وتسمي هذه الظاهرة، بالصاعقة لما تحدثه من دمار كبير، ولمنع حدوث الاثار التدميرية للصواعق تثبت قضبان معدنية في أعالي المنشآت، وتوصل بالأرض عبر موصل جيد من الاسلاك المعدنية يحمل الشحنة الكهربائية الناتجة عن حدوث البرق إلي الأرض مباشرة دون أن تصيب المنشآت بأية اضرار، وتعرف هذه الشبكة من القضبان المعدنية الموصلة بالأرض باسم مانعات الصواعق.
وعندما تحدث ظاهرة البرق، ويتم التفريغ الكهربي في الجو، فإن ومضات البرق المتقاربة يصل طول الواحدة منها الي الميل وتتفاوت فترات ومضها بين ٠٠٠٢، ــ ثانية وثانية واحدة، ونتيجة لحدوث البرق يتمدد الهواء بصورة فجائية، فيندفع الهواء المجاور ليحل محله محدثا اصواتا شديدة هي الرعد الذي قد تستمر الموجة الواحدة منه إلي عدة ثوان، ويصاحب حدوث العواصف الرعدية عادة سقوط أمطار ذات قطرات كبيرة، وقد تصاحب بحبات البرد وبللورات الثلج التي قد تصل إلي الأرض متجمدة، وقد تنصهر إلي قطرات مائية كبيرة قبل وصولها إلي الأرض.
من هذا الاستعراض يتضح بجلاء أن المعصرات هي مجموعة من السحب الطباقية والركامية التي تشحن شحنا كبيرا ببخار الماء وقطراته، والتي تحدثها الأعاصير المدارية التي تتكون فوق مساحات شاسعة من الماء في البحار والمحيطات أو الدوامات الهوائية التي تتكون فوق اليابسة علي هيئة سحب طباقية أو تساق ببطء حتي تتآلف وتتجمع، ثم تركم إلي اعلي لتكون السحب الركامية التي ترتفع إلي ما يزيد علي ١٥ كيلو مترا، فتعين البرودة الشديدة علي تكون كل من البرد والثلج، واللذان يتحركان في داخل السحابة بفعل التيارات الهوائية


الصفحة التالية
Icon