صعودا وهبوطا، وتجمدا وانصهارا، فيتولد كل من البرق والرعد اللذين يزيدان بدورهما من تحرك الكتل الهوائية ويعينان علي مزيد من توفر بخار الماء وقطيراته، والتي تجعل هذه السحب الطباقية والركامية المشبعة بالماء ( المعصرات ) مهيأة لاسقاط المطر الغزيرة ( الثجاج ) والذي قد يستمر في السقوط إلي عدة ايام دون انقطاع.
فسبحان الذي أنزل من قبل أربعة عشر قرنا قوله الحق :
وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا *.( النبأ ١٤)
أنزلها علي نبي أمي ( صلي الله عليه وسلم )، وفي بيئة صحراوية لم تشاهد شيئا من تلك المعصرات، ولا ما يحركها من العواصف والأعاصير والدوامات الهوائية الممطرة، وذلك لندرة سقوط الامطار في تلك البيئات، ولبعدها عن المساحات المائية الشاسعة من البحار المفتوحة والمحيطات، وإن دلت هذه الدقة العلمية المبهرة التي صيغت بها هذه الآية القرآنية الكريمة علي شيء فإنها تنطق بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، وتشهد بالنبوة والرسالة لسيدنا محمد صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه، وعلي كل من تبع هداه، ودعا بدعوته إلي يوم الدين. أ هـ ﴿ الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية.
بقلم الدكتور : زغلول النجار ﴾.