وقال الفراء :
سورة ( النبأ )
﴿ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ﴾
قوله عز وجل: ﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ... عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ...﴾.
يقال: عن أى شىء يتساءلون؟ يعنى: قريشا، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: يتساءلون عن النبأ العظيم، يعنى: القرآن. ويقال: عم يتحدث به قريش فى القرآن. ثم أجابَ، فصارت: عم يتساءلون، كأنها [فى معنى]: لأى شىء يتساءلون عن القرآن، ثم إنه أخبر فقال: ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ...﴾ بين مصدّق ومكذّب، فذلك اختلافهم. واجتمعت القراء على الياء فى قوله: ﴿كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ...﴾. وقرأ الحسن وحده: "كلا ستعلمون" وهو صواب. وهو مثل قوله ـ وإن لم يكن قبله قول ـ :﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ﴾ وسَيُغْلَبُون.
وقوله: ﴿ثَجَّاجاً﴾ كالعَزَالِى:
﴿ وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً...﴾.
مثل: ﴿إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ﴾ ﴿وإذا السماءُ فُرِجَتْ﴾ معناه واحد، والله أعلم. بذلك جاء التفسير.
﴿ لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً ﴾
[/ا] وقوله عز وجل: ﴿لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً...﴾.
حُدِّثت عن الأعمش أنه قال: بلغنا عن علقمة أنه قرأ "لَبِثين" وهى قراءة أصحاب عبدالله. والناس بعد يقرءون: (لابثين)، وهو أجود الوجهين ؛ لأن (لابثين) إذا كانت فى موضع تقع فتنصب كانت بالأف، مثل: الطامع، والباخل عن قليل. واللّبِثُ: البطىء، وهو جائز، كما يقال: رجل طمِعٌ وطامع. ولو قلت: هذا طمِعٌ فيما قبلك كان جائزاً، وقال لبيد:
أوْ مِسْحَلٌ عَملٌ عضادةَ سَمْحَجٍ * بسَرَاتِها نَدَبٌ له وكُلومُ


الصفحة التالية
Icon