وقيل : ذكر الأحقاب دون الأيام ؛ لأن الأحقاب أهول في القلوب، وأدل على الخلود.
والمعنى متقارب ؛ وهذا الخلود في حق المشركين.
ويمكن حمل الآية على العُصاة الذين يخرجون من النار بعد أحقاب.
وقيل : الأحقاب وقت لشربهم الحميم والغَسَّاق، فءذا انقضت فيكون لهم نوع آخر من العقاب ؛ ولهذا قال :﴿ لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً * لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً ﴾.
و"لابِثِين" اسم فاعل من لبِث، ويقويه أن المصدر منه اللَّبْث بالإسكان، كالشُّرْب.
وقرأ حمزة والكسائي "لبِثِين" بغير ألف وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، وهما لغتان ؛ يقال : رجل لابِث ولبِث، مثل طمِع وطامِع، وفرِه وفارِه.
ويقال : هو لَبِث بمكان كذا : أي قد صار اللَّبث شأنه، فشبه بما هو خلقة في الإنسان نحو حَذِر وفَرِق ؛ لأن باب فَعِل إنما هو لما يكون خِلْقة في الشيء في الأغلب، وليس كذلك اسم الفاعل من لابث.
والحُقُبُ : ثمانون سنة في قول ابن عمر وابن مُحَيصن وأبي هريرة، والسنة ثلثمائة يوم وستون يوماً، واليوم ألف سنة من أيام الدنيا ؛ قاله ابن عباس.
وروى ابن عمر هذا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو هريرة : والسنة ثلثمائة يوم وستون يوماً كل يوم مثل أيام الدنيا.
وعن ابن عمر أيضاً : الحُقُب : أربعون سنة.
السُّدِّيّ : سبعون سنة.
وقيل : إنه ألف شهر.
رواه أبو أمامة مرفوعاً.
بشير بن كعب : ثلثمائة سنة.
الحسن : الأحقاب لا يَدرِي أحدكم هي، ولكن ذكروا أنها مائة حُقُب، والحُقُب الواحد منها سبعون ألف سنة، اليوم منها كألف سنة مما تعدون.
وعن أبي أمامة أيضاً، عن النبي ﷺ :" إن الحُقُب الواحد ثلاثون ألفَ سنة " ذكره المهدويّ.
والأوّل الماورديّ.
وقال قُطرب : هو الدهر الطويل غير المحدود.
وقال عمر رضي الله عنه.