ثم طفق يذكر ما للمتقين عنده فقال "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً" ٣١ ونجاة من العذاب والهوان والخوف بما أسلفوه من تصديقهم الرسل واعترافهم بالتوحيد والبعث وتفرعاتها، لهذا فإن لهم جزاء أعمالهم هذه "حَدائِقَ وَأَعْناباً" ٣٢ خص الأعناب مع أنها داخلة في الحدائق إشعارا بتفضيلها على غيرها، لأنها من المدّخرة المغذية ويؤذن بذلك التنكير "وَكَواعِبَ أَتْراباً" ٣٣ لهم أيضا في الجنة، أي جواري مستويات في السن، ويقال للبنت كاعب إذا ظهر ثديها وارتفع ارتفاع الكعب، وهذا في إطلاق الجزء على الكل "وَكَأْساً دِهاقاً" ٣٤ مملوءة مترعة "لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً" ٣٥ فلا يكذب بعضهم بعضا ولا يكذب بعضهم على بعض كما هو الحال في شربة خمر الدنيا، والكذاب يأتي بمعنى الكذب وقد يخفف وعليه قول الأعشى :
فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعه كذابه
وهو شائع بمعنى التكذيب، راجع الآية ٢٣ من سورة الطور المارة تجد معنى اللغو وما يتعلق به.
واعلم أن أهل الجنة جعلنا اللّه منهم يعطون ذلك العطاء


الصفحة التالية
Icon