محضرا من خير أو شر مثبتا في صحيفته ومشاهدا بأم عينه، راجع الآية ٣٠ من سورة آل عمران ج ٣ تجد تفصيل هذاَ يَقُولُ الْكافِرُ"
بعد الحساب ومشاهدة العذاب ا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً"
٤٠ لم أخلق في الدنيا ولم أو هذه الأهوال.
ولا يقال هنا وضع الظاهر موضع المضمر، لأن المرء عام والكافر خاص، قال عبد اللّه بن عمر : إذا كان يوم القيامة مدّت الأرض مدّ الأديم وحشر الدواب
والبهائم والوحوش وغيرها، ثم يحصل القصاص بين البهائم حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء، فإذا فرغ من القصاص قيل لها كوني ترابا فعند ذلك يتمنى الكافر أن يكون ترابا مثلها ليتخلص من العذاب المعدّ له، وما هو بنافعه، ويتمنى أن يعود للدنيا ليعمل صالحا ولا يجاب، ويتمنى أن يتوب ويعترف بما كذب بالدنيا ولا يرد عليه، فتلزمه الحسرة وخاصة عند ما يشاهد فوز المؤمنين وما صاروا إليه من النعيم، ثم يقع اللوم بينهم وبين رؤسائهم وأوثانهم ولا تنفعهم المحاججة والمخاصمة، فيزجون في جهنم أفواجا أفواجا وهم يتصايحون ولا محيص لهم عنها، ويستغيثون ولا مجيب ولا سميع إلا الإخساء والإذلال.
هذا واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأتباعه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٤١٢ ـ ٤١٧﴾