وقال الشيخ أحمد عبد الكريم الأشموني :
سورة النبأ
مكية إحدى وأربعون آيةً في البصري وأربعون آيةً في عدِّ الباقين اختلافهم في عذاباً قريباً عدها البصري، كلماتها مائةٌ وثلاثٌ وسبعون كلمةً وحروفها سبعمائة وسبعون حرفاً.
عمَّ يتساءلون (حسن) عند بعضهم ثم قال تعالى عن النبأ العظيم فقوله عن النبأ العظيم مفعول يتساءلون وعمَّ متعلق بيتساءلون فالاستفهام للتعجب وهذا كقوله لمن الملك اليوم ثمَّ ردَّ على نفسه فقال للّه الواحد القهار فهو كشيء يبهم ثم يفسر ففي هذا الوجه جعل عن الأولى صفةً للفعل الظاهر والثانية صلةً لفعل مضمر والتقدير عن أيِّ شيء يتساءلون أعن النبأ العظيم فمن هذا الوجه حسن الوقف على يتساءلون ثم يبتدئ عن النبأ العظيم وقيل الاستفهام لا يكاد يضمر إذا لم يأت بعده أم وليس في الآية ذكر أم كما ترى وليس بوقف إن جعلت عن الثانية توكيد للأولى وترجمةً وبياناً لعمَّ وكان وقفة مختلفون وهو الكافي في الوجهين ووقف أبو حاتم على كلاَّ وجعلها ردّاً للنفي في اختلافهم في النبأ وهل هو إنكارهم البعث بعد الموت أو إنكارهم القرآن قال يحيى بن نصير النحوي كلاَّ ردُّ أي لا اختلاف قال بعض أهل التفسير صار الناس فيه رجلين مصدِّقاً ومكذباً وأما الموت فأقروا به كلُّهم لمعاينتهم إياه وأما القرآن فقال الفراء عن النبأ العظيم يعني القرآن الذي هم فيه مختلفون بين مصدِّقٍ ومكذب فذلك اختلافهم فعلى هذا صح الوقف على كلا أي لا اختلاف فيه والمشهور أنَّ الكلام تمَّ على مختلفون ولا يوقف على كلا في الموضعين لأنَّهما بمعنى إلاَّ التي بمعنى التنبيه فيبتدئ بهما والثاني توكيد في الوعيد والمعنى ألا سيعلمون ثمَّ ألا سيعلمون ما يحل بهم يعني بهم أهل مكة وهو وعيد وتهديد منه تعالى لهم.
سيعلمون الثاني (تام) والوقف على أوتاداً وأزواجاً وسباتاً ومعاشاً وشداداً ووهاجاً كلها وقوف حسان