وقال ابن زنجلة :
٧٨ - سورة عم يتساءلون النبأ
وفتحت السماء فكانت أبوابا
قرأ عاصم وحمزة الكسائي وفتحت السماء بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد وحجتهم قوله فكانت أبوابا والتشديد للتكثير ويقوي هذا قوله مفتحة لهم الأبواب بالتشديد
ومن قرأ بالتخفيف قال التخفيف يكون للقليل والكثير لبثين فيها أحقابا
وقرأ حمزة لبثين فيها أحقابا بغير ألف وقرأ الباقون لابثين بألف وحجتهم مجيء المصدر علي اللبث يدل على أنه من باب شرب يشرب ولقم يلقم فهو شارب ولاقم وليس من باب فرق يفرق ولو كان منه لكان المصدر مفتوح العين فلما سكن
وقيل اللبث وجب أن يكون اسم الفاعل فاعلا لما كان اللبث كاللقم ومن قرأ لبثين جعل اسم الفاعل فعلا وقد جاء غير حرف من هذا النحو على فاعل وفعل نحو رجل طامع طمع وآثم وأثم وعلى هذا نقول لبث فهو لابث ولبث في لا يسمعون فيها لغوا ولا كذبا ٣٥
وقرأ الكسائي لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد فهو مصدر كذب يكذب كذابا وأصل مصدر فعلت إنما هو فعال لأنك إذا جاوزت الثلاثة من الأفعال بالزيادة فوزن المصدر على وزن الفعل الماضي بزيادة الألف في المصدر قبل آخره وذلك نحو أكرم إكراما وانطلقت انطلاقا فاصل مصدر فعلت إنما هو فعال فمن كذبته كذابا وكلمته كلاما قال سيبويه قوله كلمته تكليما وسلمته تسليما وكذبته تكذيبا إنما كرهو التضعيف فالتاء عوض من التضعيف والياء التي قبل الآخر كالألف في قوله كذابا وحجتهم إجماع الجميع على قوله وكذبوا بآياتنا كذابا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
فأما الكذاب بالتخفيف فهو مصدر كذب كذابا مثل كتبه كتابا وحسبه حسابا كذا قال الخليل قال الأعشى... فصدقتهم وكذبتهم... ولمرء ينفعه كذابه
وقال محمد بن يزيد المبرد وقد يكون كذابا من قولك كاذبته كذابا مثل قاتلته قتالا