العظيم أليق بالقيامة وبالنبوة لأنه لا عظمة في الألفاظ إنما العظمة في المعاني، وللأولين أن يقولوا إنها عظيمة أيضاً في الفصاحة والاحتواء على العلوم الكثيرة، ويمكن أن يجاب أن العظيم حقيقة في الأجسام مجاز في غيرها وإذا ثبت التعارض بقي ما ذكرنا من الدلائل سليماً القول الثالث : أن النبأ العظيم هو نبوة محمد ﷺ، قالوا وذلك لأنه لما بعث الرسول عليه الصلاة والسلام جعلوا يتساءلون بينهم ماذا الذي حدث ؟ فأنزل الله تعالى :﴿عَمَّا يَتَسَاءلُونَ﴾ وذلك لأنهم عجبوا من إرسال الله محمداً عليه الصلاة والسلام إليهم كما قال تعالى :
﴿بَلْ عَجِبُواْ أَن جَاءهُمْ مُّنذِرٌ مّنْهُمْ فَقَالَ الكافرون هذا شَيْء عَجِيبٌ﴾ [ ق : ٢ ] وعجبوا أيضاً أن جاءهم بالتوحيد كما قال :﴿أَجَعَلَ الآهة إلها واحدا إِنَّ هذا لَشَيْء عُجَابٌ﴾ [ ص : ٥ ] فحكى الله تعالى عنهم مساءلة بعضهم بعضاً على سبيل التعجب بقوله :﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ ﴾.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon