أما قوله :﴿صَفَّا﴾ فيحتمل أن يكون المعنى أن الروح على الاختلاف الذي ذكرناه، وجميع الملائكة يقومون صفاً واحداً، ويجوز أن يكون المعنى يقومون صفين، ويجوز صفوفاً، والصف في الأصل مصدر فينبىء عن الواحد والجمع، وظاهر قول المفسرين أنهم يقومون صفين، فيقوم الروح وحده صفاً، وتقوم الملائكة كلهم صفاً واحداً، فيكون عظم خلقه مثل صفوفهم، وقال بعضهم : بل يقومون صفوفاً لقوله تعالى :﴿وَجَاء رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً﴾ [ الفجر : ٢٢ ].
المسألةالثالثة : الاستثناء إلى من يعود ؟ فيه قولان :
أحدهما : إلى الروح والملائكة، وعلى هذا التقدير ؛ الآية دلت على أن الروح والملائكة لا يتكلمون إلا عند حصول شرطين إحداها : حصول الإذن من الله تعالى، ونظيره قوله تعالى :﴿مَن ذَا الذى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ [ البقرة : ٢٥٥ ] والمعنى أنهم لا يتكلمون إلا بإذن الله.