واختلف المتألون : في قوله :﴿ حساباً ﴾، فقال جمهور المفسرين واللغويين معناه : محسباً، كافياً في قولهم أحسبني هذا الأمر أي كفاني، ومنه حسبي الله، وقال مجاهد معناه : إن ﴿ حساباً ﴾ معناه بتقسط على الأعمال لأن نفس دخول الجنة برحمة الله وتفضله لا بعمل، والدرجات فيها والنعيم على قدر الأعمال، فإذا ضاعف الله لقوم حسناتهم بسبعمائة مثلاً ومنهم المكثر من الأعمال والمقل أخذ كل واحد سبعمائة بحسب عمله وكذلك في كل تضعيف، فالحساب ها هو موازنة أعمال القوم. وقرأ الجمهور " حِسَاباً " : بكسر الحاء وتخفيف السين المفتوحة، وقرأ ابن قطب " حَسّاباً " : بفتح الحاء وشد الشين. قال أبو الفتح جاء بالاسم من أفعل على فعال، كما قالوا أدرك فهو : دراك، فقرأ ابن عباس وسراج :" عطاء حسناً " بالنون من الحسن وحكى عنه المهدوي أنه قرأ " حَسْباً " بفتح الحاء وسكون السين والباء، وقرأ شريح بن يزيد الحمصي :" حِسَّاباً " بكسر الحاء وشد السين المفتوحة، وقرأ نافع وأبو عمرو والأعرج وأبو جعفر وشيبة وأهل الحرمين :" ربُّ " بالرفع، وكذلك " الرحمنُ "، وقرأ ابن عامر وعاصم وابن مسعود وابن أبي إسحاق وابن محيصن والأعمش " رب " وكذلك " الرحمن " وقرأ حمزة والكسائي " ربِّ " : بالخفض و" الرحمنُ " بالرفع وهي قراءة الحسين وابن وثاب وابن محيصن بخلاف عنه ووجوه هذه القراءات بينة، وقوله تعالى :﴿ لا يملكون ﴾ الضمير للكفار أي ﴿ لا يملكون ﴾ من أفضاله وأجماله أن يخاطبوه بمعذرة ولا غيرها، وهذا في مواطن خاص.
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨)